قد يكون التنوع نكهة الحياة، لكن التوابل نفسها تحمل المفتاح لحياة أكثر صحة وأطول.
أكثر من مجرد لمسة من النكهة، توفر التوابل فوائد يحتاجها الدماغ بشدة، مما يحسن استدعاء الذاكرة والتركيز ومستويات الطاقة والوظيفة الإدراكية.
قدم الدكتور براندون كروفورد، طبيب أعصاب متخصص في صحة الدماغ، أفكاره المثيرة لموقع SheFinds حول أفضل خمس بهارات لتعزيز مستويات الطاقة والصحة العامة.
فلفل اسود
ربما يكون الفلفل الأسود هو التوابل الأكثر شيوعًا في القائمة، حيث يحتوي على البيبيرين، وهو مركب يعمل على تحسين الذاكرة والوظيفة الإدراكية عن طريق زيادة نشاط الناقلات العصبية في الدماغ. وقد ثبت أيضًا أن البيبيرين يساعد الجسم على امتصاص العناصر الغذائية الأخرى، من المصادر الغذائية والتكميلية.
كما أوضح كروفورد، فإن الجمع بين الفلفل الأسود والكركم في لاتيه الحليب الذهبي المعتمد من Goop، على سبيل المثال، يعد بمثابة لكمة واحدة للصحة العامة.
“يمكن للبيبيرين، المركب النشط في الفلفل الأسود، أن يعزز امتصاص الكركمين (من الكركم) بنسبة تصل إلى 2000٪. وكشف أن هذا التآزر لا يزيد من فوائد الكركمين للدماغ فحسب، بل يساعد أيضًا في تحسين عملية الهضم وامتصاص العناصر الغذائية، مما يدعم الصحة الإدراكية بشكل غير مباشر.
قرفة
وذكرت صحيفة واشنطن بوست أن جرعة يومية من القرفة قد تساعد في الوقاية من مرض السكري. يمكن دمج القرفة بسهولة في العصائر، والأطباق المالحة، وبارفيه الزبادي، والقهوة، أو الشاي، وتساعد على توازن مستويات السكر في الدم عن طريق زيادة حساسية الأنسولين وتقليل مقاومة الأنسولين.
ويشير كروفورد إلى أن استقرار نسبة السكر في الدم أمر بالغ الأهمية لتحسين وظائف المخ طوال اليوم ومنع الأمراض التنكسية العصبية من التطور في المستقبل.
زنجبيل
يستخدم الزنجبيل في الطب الصيني والهندي منذ آلاف السنين، ويأتي من جذور نبات Zingiber officinale. يحتوي على مركب الجينجيرول، الذي ثبت أن له خصائص قوية مضادة للأكسدة ومضادة للالتهابات.
وقال كروفورد: “يمكن أن يساعد الزنجبيل في تحسين الوظيفة الإدراكية عن طريق تقليل الالتهاب والإجهاد التأكسدي”. “كما أنه يساعد في توازن الناقلات العصبية، وهو أمر ضروري للتركيز وخفة الحركة المعرفية.”
وكما ذكرت صحيفة The Post، فإن الزنجبيل يحيد الجذور الحرة، التي تسبب الإجهاد التأكسدي وتساهم في تلف الخلايا والشيخوخة. كما أن خصائصه المضادة للأكسدة والمضادة للالتهابات تعزز أيضًا قدرة الجسم على حرق السعرات الحرارية، مما يجعل التوابل نعمة لمتبعي الحميات الغذائية.
جوزة الطيب
مستخلص من بذور نبات ميريستيكا الأصلي في كل من أفريقيا وشرق إندونيسيا، ويحتوي جوزة الطيب على مركب ميريستيكين المعروف بخصائصه الوقائية للأعصاب التي تعزز استدعاء الذاكرة وتمنع تدهور المسارات العصبية.
وأشار كروفورد إلى أن “جوزة الطيب لها أيضًا تأثيرات تعزز الحالة المزاجية، والتي يمكن أن تساهم في حالة عقلية أكثر تركيزًا وإيجابية”.
جوزة الطيب غنية بمضادات الأكسدة، مما يساعد الجسم على تحييد الجذور الحرة وتقليل الإجهاد التأكسدي، وعدم التوازن بين إنتاج وتراكم الأنواع المتفاعلة مع الأكسجين (ROS) في الخلايا والأنسجة. وقد ثبت أن جوزة الطيب، وهي مكون أساسي في توابل اليقطين المثيرة للمشاكل، تفيد الجسم بطرق أخرى. ووفقا لموقع Healthline، فإن جوزة الطيب تعزز الرغبة الجنسية، وتحسن نسبة السكر في الدم، وتعزز صحة القلب.
وفقًا لصحيفة The Post، يمكن لجوزة الطيب أيضًا أن تجعلك منتشيًا كطائرة ورقية أو مخبوزة كفطيرة، وفي بعض الأحيان “يُساء استخدامها بسبب خصائصها المخدرة والمهلوسة”.
كُركُم
الكركم مشتق من جذر نبات كركم لونغا، وهو نوع من الزنجبيل. يحتوي هذا الجذر على الكركمين، وهو مركب غني بخصائص مضادة للالتهابات ومضادات الأكسدة. الكركم، المعروف باسم “ذهب” المملكة النباتية، يدعم أيضًا إزالة السموم من الكبد ويعمل كمسكن طبيعي للألم.
من خلال تقليل الالتهاب والأضرار التأكسدية، يحمي الكركمين الدماغ من الضغوطات التي تؤدي إلى التدهور المعرفي. وأوضح كروفورد أن “الكركمين يعزز مستويات هرمون الدماغ BDNF، مما يزيد من نمو الخلايا العصبية الجديدة ويحارب العمليات التنكسية المختلفة في الدماغ”.
بالإضافة إلى ذلك، وكما ذكرت صحيفة The Post، فقد ثبت أن الكركم يخفف أعراض عسر الهضم، ويقلل من خطر الإصابة بأمراض القلب، ويحارب الاكتئاب، ويمنع السرطان، ويحسن الذاكرة، ويقلل الألم الناتج عن التهاب المفاصل وغيره من الحالات.