اتهم المتحدث باسم حماس أسامة حمدان رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بعرقلة جهود الوسطاء بعد أن رفضت إسرائيل اقتراح وقف إطلاق النار الذي قبلته حماس يوم الاثنين.
وحذر حمدان، خلال مؤتمر صحفي في العاصمة اللبنانية بيروت، من أنه إذا استمر العدوان العسكري الإسرائيلي على مدينة رفح جنوب قطاع غزة، فلن يتم التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار.
وأضاف: «نؤكد أن الكرة أولا في ملعب نتنياهو وحكومته المتطرفة، وأن سلوكهم بعد إعلان اتفاق (وقف إطلاق النار) الذي توصلت إليه الحركة يعكس إصرار هذا المجرم على تعطيل كل جهود الوسطاء بما في ذلك الإدارة الأميركية». قال حمدان.
كما دعا واشنطن إلى تنفيذ اتفاق وقف إطلاق النار “والالتزام بتعهدها بذلك”.
وأصرت إسرائيل على أن الاتفاق لا يلبي مطالبها الأساسية.
وتأتي تصريحات حمدان في الوقت الذي وصل فيه وفد من حماس التي تدير قطاع غزة إلى القاهرة لمواصلة مفاوضات وقف إطلاق النار ووافق مجلس الوزراء الحربي الإسرائيلي على المضي قدما في عملية عسكرية في رفح.
وقال المتحدث باسم الحكومة الإسرائيلية ديفيد مينسر إن التوغل هو “بداية مهمتنا للقضاء على آخر أربعة ألوية تابعة لحماس” في مدينة غزة.
وأضاف: «لا نقول إن هذا سيكون التدمير الكامل لحماس. وقال منسر إن حماس ستظل موجودة، لكنها لن تنتظم في كتائب كما هي الحال الآن.
ومن خلال الاستيلاء على معبر رفح، حصلت إسرائيل على سيطرة كاملة على دخول وخروج الأشخاص والبضائع للمرة الأولى منذ سحبت جنودها ومستوطنيها من غزة في عام 2005، على الرغم من أنها أبقت لفترة طويلة على الحصار المفروض على القطاع الساحلي بالتعاون مع مصر.
وقال أسامة حمدان إن هذه الخطوة “جريمة وتصعيد خطير ضد منشأة مدنية يحميها القانون الدولي”.
ووصف رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو الاستيلاء على المعبر بأنه “خطوة مهمة” نحو تفكيك القدرات العسكرية والحكمية لحماس.
وقال وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف جالانت إن إسرائيل سوف “تعمق” عملية رفح إذا فشلت المحادثات بشأن صفقة الرهائن.
وحذرت الأمم المتحدة من احتمال انهيار تدفق المساعدات إلى الفلسطينيين نتيجة إغلاق معبر رفح والمعبر الرئيسي الآخر إلى غزة، كرم أبو سالم، في وقت يقول مسؤولون إن شمال غزة يعاني من “مجاعة شاملة”.
وقال المتحدث باسم مجلس الأمن القومي بالبيت الأبيض، جون كيربي، إن العملية على طول الحدود بين غزة ومصر في شرق رفح ليست غزوًا شاملاً للمدينة التي حذر منها الرئيس جو بايدن مرارًا وتكرارًا لأسباب إنسانية. وأضاف أن إسرائيل وصفت العملية بأنها “عملية محدودة النطاق والمدة” تهدف إلى وقف تهريب الأسلحة لحماس.
كما أعرب كيربي عن تفاؤله بشأن المفاوضات، قائلا إن إسرائيل وحماس “يجب أن تكونا قادرين على سد الفجوات المتبقية” لاستكمال الاتفاق، دون تقديم جدول زمني.
في هذه الأثناء، نعى الفلسطينيون في رفح أحبائهم الذين قتلوا في الغارات الجوية الإسرائيلية على مدينة أقصى جنوب قطاع غزة حيث يلجأ 1.4 مليون شخص.
قُتل ما لا يقل عن 23 فلسطينيًا، من بينهم ست نساء وخمسة أطفال، في عدة غارات إسرائيلية ليلة الثلاثاء، وفقًا لسجلات المستشفى التي اطلعت عليها وكالة أسوشيتد برس.
وتم نقل جثث القتلى إلى مستشفى المرواني برفح.
افادت جمعية الهلال الاحمر الفلسطيني ان امرأة اصيبت اليوم الثلاثاء في هجوم اسرائيلي منفصل قرب مخيم للاجئين وسط قطاع غزة. وتم نقلها بسيارة إسعاف إلى المستشفى بعد إصابتها شرق مخيم المغازي للاجئين.
رفعت مجموعة صغيرة من أقارب الرهائن المحتجزين في غزة مع نشطاء أيديهم باللون الأحمر يوم الثلاثاء خارج مكتب فرع السفارة الأمريكية في تل أبيب، مطالبين بالإفراج الفوري عن الأسرى.
ولا يزال هناك 132 رهينة محتجزين في قطاع غزة، من بينهم 128 تم اختطافهم خلال هجوم حماس على إسرائيل في 7 تشرين الأول/أكتوبر.
وأدت العملية الإسرائيلية ضد الجماعة المسلحة منذ ذلك الحين إلى مقتل أكثر من 34262 فلسطينيا.