الآراء الواردة في هذا المقال هي آراء المؤلف ولا تمثل بأي شكل من الأشكال الموقف التحريري ليورونيوز.
كتب ماتي جيل أن اعتراف المملكة العربية السعودية بإسرائيل من شأنه أن يضع حداً للتوترات التاريخية بين إسرائيل ومعظم دول العالم العربي، مما يمهد الطريق لتعزيز العلاقات الاقتصادية والتعاون الأمني والمصالحة الأوسع مع الدول العربية الأخرى.
وفي عام 1973، في أعقاب حرب يوم الغفران – التي اعتبرها العديد من الإسرائيليين بمثابة فشل كارثي للمؤسسة الأمنية الإسرائيلية – انعقد مؤتمر جنيف لمعالجة تداعيات الصراع.
وخلال هذا المؤتمر قال أبا إيبان، الدبلوماسي الإسرائيلي الموقر، مازحا: “الفلسطينيون لا يفوتون أبدا فرصة لتفويت فرصة”.
وقد لخصت هذه العبارة إحجام القيادة الفلسطينية عن المشاركة بشكل بناء في مفاوضات السلام، مما أدى مرة أخرى إلى تفويت فرصة كبيرة واختارت الاستمرار في طريقها الإرهابي.
والآن، بعد مرور خمسين عاما، وبينما تواصل إسرائيل صراعها مع آثار هجمات 7 تشرين الأول/أكتوبر الكارثية، نجد أنفسنا عند منعطف حرج.
هز الهجوم الذي شنته إيران في نهاية الأسبوع على إسرائيل المنطقة وشدد على العداء المستمر الذي تواجهه الدولة اليهودية الوحيدة في العالم.
ومع ذلك، وسط الفوضى وعدم اليقين، هناك فرصة عميقة – فرصة لنا في إسرائيل لتحدي مشاعر إيبان تجاه المنطقة واغتنام هذه الأزمة كحافز للتغيير التاريخي.
لقطة لمرة واحدة في العمر في فصل جديد
إن هذه الفرصة من شأنها أن تساعد في تأمين مكانة إسرائيل في المنطقة لأجيال قادمة، وهي الفرصة التي إذا ضاعت فإنها قد لا تتكرر مرة أخرى قريباً.
يكشف الهجوم الإيراني، الذي تم تنسيقه باستخدام أكثر من 300 طائرة بدون طيار وصاروخ، عن العداء الذي لا ينضب والذي يتخلل المنطقة.
إنه تذكير صارخ بالتهديد الوجودي الذي تشكله إيران ليس فقط على إسرائيل، بل على العالم الغربي بأكمله، وجزء كبير من الشرق الأوسط أيضًا.
لكن في مواجهة هذا العدوان، وقف التعاون العسكري غير المسبوق بين إسرائيل والولايات المتحدة وفرنسا والأردن وغيرها. وهذا التحالف هو المفتاح لكبح أنشطة إيران المزعزعة للاستقرار في جميع أنحاء المنطقة.
لكن هذه اللحظة لا تتطلب تكتيكات دفاعية فحسب، بل تتطلب رؤية استراتيجية جريئة. ويجب أن ترى مثل هذه الرؤية الفرصة لإعادة رسم المشهد الجيوسياسي بالكامل في الشرق الأوسط وتمهيد الطريق لتطبيع تاريخي للعلاقات مع المملكة العربية السعودية.
وكما تعرض الفلسطينيون للانتقاد بسبب ضياع الفرص المتولدة عن الأزمات، فلا ينبغي لإسرائيل أن تقع في نفس الفخ الآن.
وبدلا من ذلك، يتعين علينا أن نستغل الزخم المتولد عن الدعم القوي من الولايات المتحدة والرد على الهجمات الإيرانية لإعادة كتابة السرد في هذه المنطقة.
تمثل هذه الأزمة فرصة فريدة لنا في إسرائيل لإعادة تحديد موقفنا الاستراتيجي، وإقامة تحالفات جديدة غير مسبوقة، ورسم الطريق نحو فصل جديد.
مد يد الصداقة
إن المملكة العربية السعودية، التي يُنظر إليها منذ فترة طويلة على أنها قوة إقليمية، لديها القدرة على أن تكون شريكاً رئيسياً في سعي إسرائيل لتحقيق السلام والأمن.
ومن خلال الاستفادة من الزخم الذي ولّدته هجمات نهاية الأسبوع، يمكن لإسرائيل أن تمد يد الصداقة إلى المملكة العربية السعودية، مما يضع الأساس لتقارب تاريخي.
إن مثل هذه الخطوة الجريئة لن تعزز موقع إسرائيل الاستراتيجي فحسب، بل ستكون أيضًا بمثابة حافز لإعادة التنظيم في جميع أنحاء المنطقة بأكملها، واستكمال العمل الذي بدأته اتفاقيات أبراهام التاريخية.
إن اعتراف المملكة العربية السعودية بالدولة اليهودية من شأنه أن يضع حداً للتوترات التاريخية بين إسرائيل ومعظم دول العالم العربي، ويمهد الطريق لتعزيز العلاقات الاقتصادية والتعاون الأمني ومصالحة أوسع بكثير مع الدول العربية الأخرى.
أما بالنسبة لتطلعات الفلسطينيين، فيمكن لإسرائيل أن تقدم لهم أفقاً ودعماً على افتراض أنهم للمرة الأولى لا يفوتون فرصتهم ويركزون جهودهم على الأمة السياسية وبناء المؤسسات بدلاً من الإرهاب.
هذه الفرصة قد لا تتكرر مرة أخرى
الحرب ليست غاية في حد ذاتها، بل هي وسيلة لتحقيق غاية سياسية. يجب أن يكون الهدف السياسي لإسرائيل هو أمن دولتنا للأجيال القادمة.
ومن خلال اغتنام هذه اللحظة لإعادة رسم الخريطة الجيوسياسية للشرق الأوسط وتطبيع العلاقات مع المملكة العربية السعودية، تستطيع إسرائيل تأمين مستقبل أكثر إشراقا لنفسها ولجيرانها.
لقد حان وقت العمل الآن، لأننا إذا فشلنا في اغتنام هذه الفرصة التاريخية، فإنها قد لا تتكرر مرة أخرى.
ماتي جيل هو أحد قدامى المحاربين في الجيش الإسرائيلي والرئيس التنفيذي لشركة AION Labs، وهو استوديو استثماري للشركات الناشئة الجديدة التي تستخدم الذكاء الاصطناعي لاكتشاف الأدوية وتطويرها. قبل تأسيس AION Labs، شغل منصب رئيس ديوان وزير الأمن العام الإسرائيلي.
في يورونيوز، نعتقد أن جميع وجهات النظر مهمة. اتصل بنا على [email protected] لإرسال العروض التقديمية والمشاركة في المحادثة.