أدلى الكويتيون، أمس، بأصواتهم، لاختيار ممثليهم الخمسين في مجلس «الأمة»، وذلك للمرة الثالثة خلال عامين ونصف عام. وشهدت العملية الانتخابية، مشاركة فاعلة من الشباب والنساء، أملاً بتحقيق اختراق كبير، يتيح الفرصة لـ«قوى شبابية»، رجالية ونسائية، للوصول بقوة للقبة البرلمانية.
وأغلقت مراكز الاقتراع أبوابها بعد الانتهاء من إدلاء الأصوات، حيث زادت نسبة المشاركة في الساعات الأخيرة قبل الإغلاق وذلك بعد تحسن حالة الطقس. فيما بدأت عملية فرز الأصوات الانتخابية عقب انتهاء آخر ناخب من التصويت ممن هم داخل اللجان. وبدأ تلفزيون الكويت على الفور بثا مباشرا لمتابعة نتائج الصناديق التي تفرز أولا بأول، قبل إعلان الأرقام التي حصل عليها كل مرشح. ومن المتوقع أن تُعلن النتائج صباح اليوم الأربعاء.
وشكر أمير الكويت الشيخ نواف الأحمد الجابر الصباح كبار مسؤولي الدولة والقضاة على ما قاموا به من جهد خلال الانتخابات، التي تمت «بكل كفاءة وشفافية»، مشيدا بالحس الوطني للمواطنين «ومشاركتهم الفاعلة في ممارسة حقهم الدستوري في الانتخابات».
إقبال
وجهزت وزارة العدل، 759 لجنة انتخابية، موزعة على 118 مدرسة في جميع المحافظات، حيث شهدت المراكز إقبالاً مرضياً خلال الساعات الأولى، زاد من وتيرته في المساء من خلال توافد كبير لكبار السن، أملاً بأن تكون المرحلة المقبلة، أرضاً خصبة للبناء والاستقرار السياسي المنشود، عنوانها «التعاون» بين السلطتين التشريعية والتنفيذية.
حرص
وأكد ناخبون أن مشاركتهم تأتي من باب الحرص على إنجاح النائب الأفضل، والحريص على إيصال مطالبهم إلى الحكومة، لتشريع قوانين تحسّن حياة الكويتيين، وتصون حقوقهم، وتحول دون الصراعات السياسية، كونها تضع مصلحة الكويت وشعبها أولاً، في سبيل تصحيح المسار، وتحقيق الإصلاح المنشود. ومن المتوقع أن تنتهي عمليات فرز الأصوات قبيل الفجر، على أن تعلن رسمياً اليوم.
من جانبه، أكد النائب الأول لرئيس مجلس الوزراء، وزير الداخلية، وزير الدفاع الكويتي بالوكالة، الشيخ طلال خالد الأحمد الصباح، تسخير كافة الإمكانات وتذليل جميع العقبات أمام الناخبين والناخبات للإدلاء بأصواتهم وتسهيل حركة دخولهم وخروجهم بأسرع وقت ممكن.
وأشاد وزير العدل، وزير الأوقاف والشؤون الإسلامية، الدكتور عامر الرطام، بالجهود «الكبيرة والمخلصة والمتميزة»، التي تقوم بها الجهات المختلفة المعنية بالعملية الانتخابية، لإخراج العرس الديمقراطي الذي تشهده البلاد بأبهى صورة.
جاء ذلك في تصريح أدلى به الرطام عقب تفقده مقار الاقتراع في جميع اللجان الرئيسة والأصلية، للاطمئنان على توافر الخدمات الإدارية والتنظيمية اللازمة لضمان سهولة سير العملية الانتخابية وتذليل أي عقبات قد تواجهها.
كما أثنى الرطام على السلطة القضائية، ممثلة بالمستشارين، ووكلاء النيابة ومعاونيهم، من إدارة الخبراء الذين يقومون بواجبهم في الإشراف على سير ومتابعة العملية الانتخابية على أكمل وجه، لتحقيق أعلى درجات الشفافية والنزاهة والدقة.
إشراك المنظمات
وقال رئيس الجمعية الكويتية لمتابعة وتقييم الأداء البرلماني، ناصر الشليمي، إن قرار إشراك منظمات المجتمع المدني المعنية بمراقبة الانتخابات يعد نقلة نوعية بالتنمية السياسية للدفع بمزيد من ترسيخ قواعد دولة المؤسسات، وبالتالي كسب ثقة المواطنين بنزاهة العملية الانتخابية.
يشار إلى أن الانتخابات الجديدة، يتنافس خلالها 207 مرشحين على أصوات الناخبين البالغ عددهم 793646 مواطناً ومواطنة في الدوائر الخمس لاختيار 50 عضواً، لتمثيل الأمة في الفصل التشريعي السابع عشر. بينما تخوض 13 امرأة في الدوائر الخمس تحدي الحفاظ على التمثيل النسائي تحت قبة البرلمان، 4 منهن مرشحات عن الدائرة الرابعة، و6 مرشحات في الدائرتين الثانية والثالثة، بواقع ثلاث مرشحات لكل دائرة، مقابل مرشحتين في الدائرة الأولى، وواحدة عن الدائرة الخامسة.